اللُّبَّان (من
المصدر لبن بمعنى لبن الشجر وصمغه، وربما من اليونانية[1] λίβανος) ضرب من صمغ الشجر اللبان يمضغ ويستخدم كبخور
أحيانا ويحدث رائحة زكية وكذلك له استخدامات عديدة في وصفات الطب الشعبي. للبان
أنواع عديدة يتم استخراجه مرتين أو ثلاثاً سنويا من شجرة الکُندُر أو شجرة اللبان
أو اللبنى، يتم استخراج أجود أنواع اللبان عالميا من أشجار اللبان من عمان حيث
يعرف هذا اللبان باسم اللبان العماني، يليها بالجود اللبان اليمني، إلا أن شجرة
اللبان تنتشر في بقية أجزاء شبه الجزيرة العربية وشمال الصومال وأثيوبيا. وقد كانت
تعتمد على تجارة اللبان حضارات قديمة في اليمن مثل مملكة معين. ويذكران استخراج
اللبان من شجرة الكندر يؤثر على خصوبة بذورها حيث تتدني نسبة خصوبة بذور شجرة
الكندر التي يتم استخراج اللبان منها إلى 18% في حين يرتفع لدى الأشجار التي لم
يتم استخراج اللبان منها إلى 80%.
مزايا وخصائص شجرة اللبان
وأنواعه
تختلف شجرة اللبان من حيث حجمها
وشكلها ونوعية اللبان المستخرج منها بحكم اختلاف الظروف المناخية والبيئية لكل
منطقة، فهي تحتاج إلى ظروف مناخية وبيئية خاصة
تتميز بارتفاع معدل الرطوبة
النسبية وارتفاع درجة الحرارة ومناطق ذات تربة حجرية وكلسية
ونموها يكون أفضل في التربة
الحصوية أكثر من التربة الطينية خاصة سفوح الجبال وقيعان الأودية
ترتبط جودة الإنتاج من هذه
الشجرة بالنطاقات الجغرافية والعوامل المناخية المميزة لكل نطاق وكذلك خبرة
المشتغل على جني هذا المحصول وفترات ومواقيت الحصاد،
تقاس جودة اللبان باللون النقي
الأبيض المشوب بزرقة والخالي من الشوائب ويرتفع ثمنه لهذه الجودة وتقل الجودة كلما
تغير اللون إلى الاحمرار أو اختلط بشوائب أخرى.
ويمكن تقسيم أصناف اللبان إلى
أربعة أنواع حسب الأفضلية والجودة، فاجودها هو الذي يسمى (الميدي) ثم(الحوجري) ويأتي
بعده (النجدي) ثم يليه(الشزري) أما الرابع والأقل جودة فهو (الشعبي أو السهلي) يعتبر
النوع الأول هو أفضل الأنواع لأن شجرته تنمو في المناطق المرتفعة الجافة والتي لا
يصيبها ضباب أو رطوبة الأمطار الموسمية ولبعدها عن البحر
أما النوع الرابع هو الأقل جودة
لان شجرته تنمو في المناطق التي تتأثر بالأمطار الموسمية إلى جانب قربها من البحر.
وتعطي الشجرة إنتاجها بعد فترة
تتراوح بين ثمان وعشر سنوات من الإنبات وتنمو بسرعة عندما تكون بعيدة عن مناطق
تساقط الأمطار الموسمية، وهي من فصيلة البخوريات كثيرة الأغصان أوراقها خضراء
داكنة، ويتراوح ارتفاعها ما بين ثلاثة إلى خمسة أمتار وهي ذات جذع واحد أو متفرع
عند القاعدة، وتحتوي على غدد لبنية تفرز مادة (الراتنج) الصمغية، وتنمو في مجموعات
صغيرة وتتم عملية انفصال اللحاء في الشجرة على شكل قشور ورقية، وافرعها قصيرة
وكثيفة ووترية، وتتجمع أوراق الشجرة عند الأطراف في الأفرع، وأوراقها مركبة
وأزهارها تتشكل في هيئة عناقيد تتجمع عند أطراف الفروع وتتكاثر الشجرة من الحبوب
الجافة التي تتحول من الأخضر إلى الأسود بعد فترة التزهير ثم تتساقط بعد ذلك.
تاريخ
اللبان
عرف اللبان منذ عصور ما قبل
الميلاد وقد اعتمدت على تجارته حضارات قديمة مثل حضارات اليمن القديمة مثل مملكة
معين وسبأ والأنباط. كما ارتبطت تجارة اللبان بطريق البخور وهو طريق تجاري يربط
الهند بالجزيرة العربية ومصر.
تشير المصادر التاريخية إلى أن
الملكة المصرية حتشبسوت (1500ق.م) كانت تجلب اللبان المقدس من بلاد بونت (شمال شرق
الصومال)، كما تشير المصادر التاريخية إلى أن ازدياد الطلب على اللبان يرجع إلى
القرن السادس قبل الميلاد لبلاد اليونان وبلاد الشام والعراق وفارس ازاء ما كان
يمثله اللبان من أهمية للإمبراطوريتين الفارسية والرومانية في الطقوس الدينية.
وصل اللبان إلى أوروبا الغربية
عن طريق الحملات الصليبية على الشرق في العصور الوسطى.حيث يذكر بعض الباحثين أن
اللبان انتقل لأوربا الغربية من لبنان.
استخدامات اللبان
تركيب
اللبان الكيميائي
يستخدم اللبان كعلك للمضغ كما يستخدم كأحد أنواع البخور، حيث تم استخدامه في
التبخير في بعض الطقوس الدينية. كما أن ذكر اللبان قد ورد في إنجيل متى. يحتوى
اللبان على مادة الكورتيزون المثبطة للالتهابات. ويقول الباحثون ان الكورتيزون
المتوفر في اللبان ذا جودة عالية وفاعلية أفضل بكثير من الكورتيزون الصناعي. ويشيد
الباحثون الغربيون بأن كورتيزون اللبان ليست له اعراض جانبية كالكورتيزون الصناعي
الذي يسبب مضاعفات خطيرة منها هشاشة العظام والبشرة الورقية وقصور في وظائف الكبد
والكلى. وتوجد ادوية عدة تم تصنيعها بعد فصل واستخلاص مادة الكورتيزون من اللبان
وغالبها ادوية غربية.